إدارة العلاقات العاطفية والزوجية
إن المجتمعات الشرقية والعربية على وجه الخصوص , تنظر إلى العلاقة بين المرأة والرجل في إطار الزواج , وبسبب تعدد مسئوليات الزواج لا ينظر المجتمع إلي علاقة العاطفة بين المرأة والراجل .
وتبقى علاقاتهم مرتبطة بالأسرة ومتعلقة بلوازم الزواج , ومستلزمات الاستقرار الاسري ، كأداء الواجبات المنزلية , وتهتم المرأة في إنجاب الأبناء وتربيتهم , والاعتناء في المنزل ، أما الرجل فمسئوليته تتجه إلى توفير احتياجات المعيشة وقيادة مسئولية الأسرة.
وتبقي العلاقة بين المرأة والرجل محصورة في الاسرة , وأولوياتها ,ولحين العلاقة العاطفية يشكل جزءا صغيرا من العلاقة العامة للأسرة ، وربما يكون الجزء الأهم في بداية تكوين العلاقة , ولكنه بالتأكيد يتراجع في موقفه بعد انجاب الأبناء، ولا يصير من الأولويات الشخصية .
إن التعامل التقليدي للعلاقة بين المرأة والرجل لا يساعد الزوجين على توطيد الزواج , كما أن اهتمامهم في أشياء أخري غير علاقتهم العاطفية لا يضبط استقرار الأسرة ، إلا من أجل الحفاظ على رابطة الأبناء وأمانهم الاجتماعي . وبعد توفير كل مستلزمات المعيشة من الرجل واتمام تربية الأبناء وإدارة شئون المنزل ، تظهر حاجات أخرى لم ينظر لها بالسياق بعين الأولوية .
إن العاطفة الشخصية الغائبة تبقى دائما المؤثر الأول على أداء المرأة , فمعظم انفعالات المرأة تنشأ من قلة الطاقة العاطفية التي لم يوفرها الرجل ، فينعكس التقصير العاطفي على ثقتها في العلاقة , وعلى قناعتها في جدوى الزواج , كما يغلب على سلوكها الانفعال والشعور المخيب , وتتحدث بلغة الحدة أو اللامبالاة ، وتبقى العلاقة محصورة في تلبية مستلزمات البيت والإشباعات الأساسية المنزلية , كالإشباع الجنسي الوقتي ، ويتأسس التوتر في المنزل وينعكس على كل أفراده
أما الرجل الذي يهتم في تلبية متطلبات المعيشة ولا ينظر إلى العلاقة بنظرة المسئوليات ويؤدي واجبه العاطفي من انتباهه على مسئولية الاشباع الجنس لنفسة , وإشباعه للجنس للزوجة يقدمه لنفس السبب ، ويعمل كل شي أخر في العلاقة من أجل إتمام الواجبات ، ويصير راضيا عن أداء بقدر الواجبات التي غطاها في تعامله وسلوكه ، وبعد مرور مدة زمنية قصير يفتر الواجب العاطفي , ويستمر اداءة في تغطية واجبات الأسرة الأخرى ، ويمر بذلك بحالة عدم استقرار عاطفي وينعكس الخمول العاطفي على تعامله من زوجته وربما يلحق ابناءه بعض الاهمال .
إن معظم العلاقات الثنائية في مجتمعا العربي , تقيد العلاقة العاطفية بالأسرة , وبسبب العرف الاجتماعي ورث الطرفين الرجل والمرأة منهج التعامل من أساس أنها علاقة أسرية وللعلاقة العاطفية جزء صغير من العلاقة الأكبر، وبذلك يتجه طرفي العلاقة .
إلى الاهتمام بالأجزاء الأهم , ولا يعتني الزوجين في العلاقة العاطفية الافي بداية الزواج . ويلي الزواج التقليدي تلك القيم الاجتماعية . وتبقي العلاقة العاطفية ضعيفة ومستوي تعامل طرفيها ركيك بدائي بسيط, لا يغطي جزء احتياجات العواطف النفسية.
إن الاهتمام في العلاقة العاطفية يتطلب تركيز الانتباه على العاطفة كأولويات شخصية , وبعد الإفصاح عن المشاعر وتقديم السلوك الوجداني ,تستقر العلاقة الزوجية .
إن اختلاف قيم شخصيات الأزواج , بسبب الخلافات الزوجية فكل بيئة تؤثر على أبنائها بمفاهيم العرف السائد , و يمارس كل طرف قيم العلاقات العاطفية , وفق التعامل الذي يقدمه الوالدين والأقرباء ، ويقيد التعامل وفق خريطة القيم الشخصية والموروثة ، وإن لم يتعلم قيم عاطفية جديدة , لن يتغير التعامل ويبقي التفاوت في التعامل العاطفي مصدر الخلاف ولا يفهم كل طرف اسباب الخلاف , كونه يؤدي واجبه الشخصي .
وان تفهم الرجل الطلب العاطفي الذي تطلبه المرأة يصعب عليه تعديل لفته وتعامله العاطفي مع المرأة, لعدم درايته بالسلوك الجديد الذي يوافق احتياجات المرأة العاطفية،
إن تعديل الأداء العاطفي يتطلب ممارسة مشاهدة , يمارسها أحد الطرفية في تعامله مع الأخرى , وعلى قدر تعامله العاطفي , يتعلم هو الرد المناسب ، ويتفاعل الزوجين معه بفعل ورد فعل شعوري , وتعبيرات نصيه يقابلها تعبير مقابل .
ان التعلم بالمشاهدة والمشاركة الأسلوب الأسهل , للحصول على التغيير العاطفي , فاذا أرادت المرأة مشاعر محبه , ومعامله دعابة حسية , ويجب ان تبادر في تعبيرها بكلمات محبه ومداعبات سلوكية , ومع تكرارها التعاطف والتعايش الاخلاقي العاطفي يتعلم الرجل رد فعل , يجاري فيه زوجته أو حبيبته . وعلى قدر تكرارها العاطفة التعاملية , يتمرس الراجل في تعلم رد فعل أكثر اتقان .
وان اقدمه المرأة علي العاطفة , فعليها الاستمرار في عاطفتها من غير ملل ولا تقرب , وحتي تصل الي هدفها . ان مبادرة الرجل واستجابته تتطلب جهدا نفسيا , ومن عبره الرجل يتعلم التعبير النصي وينتقل الي مداعبات توازي اداء المرأة ، لكنه يأخذ وقتا أطول في تمرسه على السلوك الجديد .
ويتأثر في تعامله الجديد بالعادات القديمة , ومع كل تعامل جديد يتوقف عند الأداء القديم، وبتكراره العواطف وتعبيرات الحب , يلغي القديم من عاداته , ولا يحصل على ذلك إلا بإقباله على مجارات المرأة في مشاعرها , وان لم تقم المرأة في معاتبته على ضعف أدائه , يثابر في عاطفة مشاعر الحب والجنس .
إن نجاح العاطفة الثنائية بين المرأة والرجل , يتطلب الاهتمام الشخصي من كلا الطرفين في العاطفة ، وعلى قدر الاعتناء الذي يمليه على نفسه كل من الرجل والمرأة , يعطي مشاعره لطرف العلاقة، كما تنجح العلاقة والعواطف التي يوجهه أحدهم للأخر
وعلى قدر تقبل أحد الطرفين للمشاعر المكتسبة , إن التعامل العاطفي واستمتاعه في عاطفته وهو يقدمها , يسهل على المكتسب التفاعل معه , فاذا تعاملت المرأة مع الرجل باهتمامها في عواطفها وأعادت عليه الحب، وصفه جو مشاعري وهي مستمتعة في عواطفها التي تبادر بها تعامل معها الرجل بإقبال على الحب ومشاركته لها .
إن تعامل الحب واستحداث مشاعر يتطلب ممارسة إحداث عواطف في لغة التعامل وسلوك الاهتمام في مشاعر الود في رعاية العلاقة ، وعلى قدر التنويع في المشاعر ينمو الاحساس , ويصير العلاقة عاطفه جياشه تجذب لها قبول من الطرف الاخر.
لقد ابدعه بعض المجتمعات في علاقاتها العاطفية , بسبب اهتمامها في عاطفه ووجد العلاقة بين المرأة والرجل , كما تقدمه في امكانياتها العاطفية على غيرها من المجتمعات, بسبب تركيزها على العواطف والتعبير الوجداني .
ان إبداع المشاعر يتطلب اهتمام شخص من الشخصية العاطفية , وكلما اسهب في نشره المشاعر , كلما تمكن في إضافة خبرات عاطفية وتتطور علاقاته مع تطور مشاعره التي يمليها له المواقف
وكلما تعاملت مع المواقف بمشاعر عاطفية عضوية ’ كلما اظهر الوجدان النفسي شعور جديد ومعامله دافئة وكلمات تراعي قيمه الطرف الأخر, وامتنان وجودة في حياتك.
وإن إقبالك على احتضانك وإعطاءك الحنية يذكي دورك له ويحي مشاعر الاحتياج الكامن في كيان من تعطيه الحنان , وبتوفرك لمشاعرك له , يقابلها بالتقدير للحنان والامتنان لعطائك
وهكذا تسمو العلاقات بالمشاعر التي يتبادرها أحد الطرفين ومنها تنطلق العلاقة وتتبلور المرتبة الإنسانية وعليها يستقر الترابط الاجتماعي .